بدون مقدمات أليكم القصيدة
أَتعود بعد تصرم ونفادِ أيام بغدادٍ إلى بغدادِ
أَيام بغداد الَّتي في مرها كانَت عوادى الدهر غير عوادي
اذ ليس بغداد كما تلفى ولا حكام بغدادٍ ذوي اِستبداد
كانَت محطاً للعلوم وأهلها وَقرارةً للمجد والأمجاد
اليَوم هاتيك العلوم جميعها مدفونة بمقابر الأجداد
قد عاشَ دهراً في نعيم أَهلها فإذا النَعيم وأَهلها لنفاد
أَيام مدَّ الأمن وارفَ ظله فيها فكانَت جنة المرتاد
أَيام بغداد تضيء جميلة فَتَلوح مثل الكوكب الوقاد
أيعاد ما فد مر من عُمرانها أم ذلك العمران غير معاد
لا ترجع الرغبات نحو عِراصها أو ترجعَ الأرواح للأجساد
فتقوم فيها بالسداد حكومة وتزول عنها دولة الأوغاد
جاسوا المنازل مفسدين و أوقدوا نارَ الإساءَة أيما إيقاد
إني أظنك لا ترى بمكانها من بعد بضع سنين غير رماد
فهناك أَهل يجهلون حقوقهم وَحكومة تعتو ودهر عادي
هم أَيدوا الحكام في تدميرها فكأَنهم لَو يخجلون أَعادي
لجأت إليهم حين عزَّ نصيرها ولقد يجاء إلى ذوي الأحقاد
قضت الفظاظة في طبائع أهلها أن لا يكون فؤَادُهم كفؤادي
قد زال عن بغداد كل حلاوة لكن كذاك لها قديم ودادي
فلها مع الجَنفَ الذي ألقى بها ودٌّ بقلبي نال من أجلادي
بغداد تطلب ذِلتي وأُعزها فانظر لبعد البون في الأضداد
بغداد تطلب ذِلتي وأُعزها فانظر لبعد البون في الأضداد
أَمدينةَ الإسلام يا دار السلا م لمن أقام وكعبة القصاد
أني بكيتك بالدموع لأنها مما تخفف حرقة الأكباد
ونظمت مرثية تخذت لها ذرى ال مستنصرية موضع الإنشاد
إذ نهر دجلة أنت تجري ههنا دهراً فتخرق جانبي بغداد
أَرأيت بغداداً كذا فيما مضى بلداً عليهِ الذل حولك باد
بلد بهِ سوق الجهالة نافق والعلم فيهِ متاعه لكساد
وقد استغاث بهم فلم يتحننوا فكأن قلب القوم بعض جماد
وأراد بعض أولى الدراية منهم نيل الرشاد ولات حين رشاد
ليس النجاة لأمة من أَسرها مِمّا يتم بهمة الأفراد
يا نهر دجلة أن من حقي البكا حتى أموت على ضياع بلادي
يا نهر دجلة أن من حقي البكا حتى أموت على ضياع بلادي
يا نهر دجلة أنت تقنى قوةً إذ كنت منحدراً من الأطواد
يا نهر دجلة أين بغداد التي كانت لأهل الفضل أكبر ناد
لم حولك الأرض الوسيعة أقفرت والماء منك هناك غير ثماد
يا نهر دجلة ما لبغداد غدت بلداً لكل شناعة وفساد
لهفي على بغداد كيف تأخرت في العلم بعد تقدم متمادي
لبس النهار بها على رغم المنى بعد الليالي البيض لون سواد
نظرت إلى الأحرار من أَبنائها نظر المريض بأوجه العوَّاد
كانت لعمري قبلُ مدرسة لمن يبغي العلوم كثيرة الروّاد
قد آن يا بغداد أن تبكي على موت الذين لهم عليك أيادي
قد آن إذ نزلوا بأفنية الردى أن تلبسي بغداد ثوب حداد
أَتعود بعد تصرم ونفادِ أيام بغدادٍ إلى بغدادِ
أَيام بغداد الَّتي في مرها كانَت عوادى الدهر غير عوادي
اذ ليس بغداد كما تلفى ولا حكام بغدادٍ ذوي اِستبداد
كانَت محطاً للعلوم وأهلها وَقرارةً للمجد والأمجاد
اليَوم هاتيك العلوم جميعها مدفونة بمقابر الأجداد
قد عاشَ دهراً في نعيم أَهلها فإذا النَعيم وأَهلها لنفاد
أَيام مدَّ الأمن وارفَ ظله فيها فكانَت جنة المرتاد
أَيام بغداد تضيء جميلة فَتَلوح مثل الكوكب الوقاد
أيعاد ما فد مر من عُمرانها أم ذلك العمران غير معاد
لا ترجع الرغبات نحو عِراصها أو ترجعَ الأرواح للأجساد
فتقوم فيها بالسداد حكومة وتزول عنها دولة الأوغاد
جاسوا المنازل مفسدين و أوقدوا نارَ الإساءَة أيما إيقاد
إني أظنك لا ترى بمكانها من بعد بضع سنين غير رماد
فهناك أَهل يجهلون حقوقهم وَحكومة تعتو ودهر عادي
هم أَيدوا الحكام في تدميرها فكأَنهم لَو يخجلون أَعادي
لجأت إليهم حين عزَّ نصيرها ولقد يجاء إلى ذوي الأحقاد
قضت الفظاظة في طبائع أهلها أن لا يكون فؤَادُهم كفؤادي
قد زال عن بغداد كل حلاوة لكن كذاك لها قديم ودادي
فلها مع الجَنفَ الذي ألقى بها ودٌّ بقلبي نال من أجلادي
بغداد تطلب ذِلتي وأُعزها فانظر لبعد البون في الأضداد
بغداد تطلب ذِلتي وأُعزها فانظر لبعد البون في الأضداد
أَمدينةَ الإسلام يا دار السلا م لمن أقام وكعبة القصاد
أني بكيتك بالدموع لأنها مما تخفف حرقة الأكباد
ونظمت مرثية تخذت لها ذرى ال مستنصرية موضع الإنشاد
إذ نهر دجلة أنت تجري ههنا دهراً فتخرق جانبي بغداد
أَرأيت بغداداً كذا فيما مضى بلداً عليهِ الذل حولك باد
بلد بهِ سوق الجهالة نافق والعلم فيهِ متاعه لكساد
وقد استغاث بهم فلم يتحننوا فكأن قلب القوم بعض جماد
وأراد بعض أولى الدراية منهم نيل الرشاد ولات حين رشاد
ليس النجاة لأمة من أَسرها مِمّا يتم بهمة الأفراد
يا نهر دجلة أن من حقي البكا حتى أموت على ضياع بلادي
يا نهر دجلة أن من حقي البكا حتى أموت على ضياع بلادي
يا نهر دجلة أنت تقنى قوةً إذ كنت منحدراً من الأطواد
يا نهر دجلة أين بغداد التي كانت لأهل الفضل أكبر ناد
لم حولك الأرض الوسيعة أقفرت والماء منك هناك غير ثماد
يا نهر دجلة ما لبغداد غدت بلداً لكل شناعة وفساد
لهفي على بغداد كيف تأخرت في العلم بعد تقدم متمادي
لبس النهار بها على رغم المنى بعد الليالي البيض لون سواد
نظرت إلى الأحرار من أَبنائها نظر المريض بأوجه العوَّاد
كانت لعمري قبلُ مدرسة لمن يبغي العلوم كثيرة الروّاد
قد آن يا بغداد أن تبكي على موت الذين لهم عليك أيادي
قد آن إذ نزلوا بأفنية الردى أن تلبسي بغداد ثوب حداد